كيف أستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
في ظل التطور التكنولوجي السريع، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتحديداً بالنسبة للأفراد والشركات الباحثين عن تحسين إنتاجيتهم وزيادة كفاءتهم. ولكن كيف يمكن الاستفادة القصوى من هذه الأدوات؟ وما هي أهم أنواعها؟ في هذا المقال سأتحدث عن كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل توليد الصور والنصوص بالذكاء الاصطناعي لتحقيق الفائدة القصوى مع التركيز على ضرورة المراجعة والتنقيح لضمان جودة النتائج النهائية.
ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يُمَكِّن الآلات من إنتاج محتوى جديد ومبتكر بناءً على البيانات المدخلة. يتراوح هذا المحتوى من نصوص مكتوبة وصور وموسيقى إلى تصاميم ثلاثية الأبعاد وغيرها من شتى المجالات. أهم ما يجب فهمه أن هذه الأدوات تُعتبر مساعداً شخصياً للمستخدمين، وليست ساحراً يقوم بإنجاز المهام دون تدخل بشري، فهي تُساعد في تحسين الأداء وتقليل التكاليف وتحمُّل ضغط العمل المتزايد. كما أنها تمتاز بتغطية واسعة في مجالات متعددة مثل الكتابة والتصميم والبرمجة وغيرها.
أنواع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيفية الاستفادة منها
1. أدوات توليد النصوص
من أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي هي تلك المتخصصة في توليد النصوص. تعتمد هذه الأدوات على تحليل البيانات اللغوية الكبيرة، وتقديم محتوى يعتمد على المدخلات التي يتلقاها النظام.
يمكن استخدام هذه الأدوات في كتابة المقالات أو إنشاء محتوى تسويقي أو صياغة الرسائل الإلكترونية أو حتى المساعدة في كتابة الروايات. لكنها لا تقدم نصوصاً مثالية دائماً؛ لذلك ينبغي للمستخدم مراجعة النص وتعديله ليعكس شخصيته وأفكاره.
أمثلة:
- ChatGPT: يستخدم لإنشاء نصوص متكاملة بناءً على المدخلات النصية من المستخدم.
www.chatgpt.com - Copy.ai: متخصص في كتابة النصوص التسويقية والمحتوى الإعلاني.
www.copy.ai
2. أدوات توليد الصور
تساعد أدوات توليد الصور على إنشاء تصاميم أو رسومات بناءً على وصف نصي. وهي مفيدة للمصممين والمبدعين الذين يحتاجون إلى أفكار سريعة لتصاميمهم.
يمكن استخدامها لتطوير مفاهيم بصرية جديدة بسرعة أو لإنشاء رسومات تعتمد على الإبداع الشخصي. ومع ذلك، يجب على المستخدم ألا يعتمد عليها بالكلية بل يجب أن يستخدمها كمساعد كما ذكرت لتكون مناسبة للاستخدام العملي.
أمثلة:
- DALL·E: يُمكِّن المستخدم من إنشاء صور فنية بناءً على وصف نصي.
www.bing.com/create - MidJourney: أداة مبتكرة لإنشاء تصاميم فنية واقعية أو خيالية.
www.midjourney.com
3. أدوات إنشاء الموسيقى
إذا كنت من عشاق الموسيقى أو تعمل في مجال إنتاج الموسيقى، فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعدتك في إنشاء موسيقى جديدة بناءً على الأنماط الموسيقية المختلفة.
هذه الأدوات تساعد الموسيقيين في ابتكار ألحان جديدة أو إعادة ترتيب مقاطع موسيقية. ومع ذلك، يظل التدخل البشري ضرورياً لتنقيح وتعديل العمل لضمان تميزه وإبداعه.
المراجعة والتنقيح جزء لا يتجزأ من عملية الإنتاج
رغم أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي توفر لك قاعدة قوية من العمل، فإن النتائج الأولية التي تقدمها غالباً ما تحتاج إلى مراجعة وتعديل. عندما تنتج الأداة نصاً أو تصميماً، من المهم أن يقوم المستخدم بإضفاء لمساته الشخصية وتعديل النتائج لتكون أكثر توافقاً مع الرؤية الإبداعية المرغوبة. على سبيل المثال، النصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي قد تكون جامدة أو تخلو من العاطفة والروح التي يضيفها الكاتب البشري. لذلك، يُنصح دائماً بدمج أسلوبك الخاص وإعادة صياغة بعض الأجزاء.
الاستخدام الأخلاقي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي
من الضروري أن أؤكد لكم على أهمية الاستخدام الأخلاقي لهذه الأدوات. فقد يقع البعض في فخ استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض غير أخلاقية مثل الغش، أو التزوير، أو الابتزاز. على سبيل المثال، قد يستخدم البعض أدوات توليد النصوص لكتابة أعمال أكاديمية دون بذل أي مجهود شخصي، وهذا يعتبر نوعاً من الغش. كما يمكن استغلال أدوات توليد الصور في إنشاء صور مزيفة قد تستخدم في الاحتيال.
إضافة إلى ذلك، عدم مراجعة نتائج الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى نشر معلومات غير دقيقة أو محتوى منخفض الجودة، وهو ما يتنافى مع قيم الإبداع. لذلك، يجب على المستخدم أن يتحلى بالمسؤولية وأن يُراجع ويُعدل النتائج قبل استخدامها.
وفي الختــام
تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصة ذهبية لتحسين الإنتاجية في مختلف المجالات، سواء كنت كاتباً أو مصمماً أو موسيقياً أو طالباً. ولكن يجب أن تتذكر دائماً أن هذه الأدوات ليست بديلاً للإنسان بل مساعداً ذكياً يُمكِّنك من تحسين وزيادة انتاجيتك. قم دائماً بمراجعة وتعديل النتائج وفقاً لاحتياجاتك وتأكد من استخدامها بطرق أخلاقية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
بكري علوش 2024
www.bakrialloush.com
